أرشيف

ماذا وراء انتقاد صالح لواشنطن وتل أبيب؟

الرئيس اليمني يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء المظاهرات بعد فراغ جعبة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من الاتهامات لمعارضيه اتجه للولايات المتحدة وإسرائيل واتهمهما بتأجيج الاحتجاجات في العالم العربي.
 
حول ذلك أجرت دويتشه فيله المقابلة التالية مع الصحفي الألماني ألبريشت ميتسغر.
 
دويتشه فيله: أستاذ ألبريشت ميتسغر، كيف تفسرون انتقادات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لواشنطن، حليفته في الحرب ضد تنظيم القاعدة، واتهامه إياها وتل أبيب بالوقوف وراء موجة الاحتجاجات في العالم العربي؟
 
ألبريشت ميتسغر: أعتقد أن الرئيس صالح يحاول من خلال هذه الانتقادات للأمريكيين أن يقول إن المعارضة تأتي من الخارج وأنها بدون أرضية في البلاد، وتتلقى الدعم والمساعدة من الخارج. المعارضة انتقدت الرئيس صالح في السابق لأنه كان رئيساً مقرباً من الأمريكيين، وهو الآن يحاول قلب هذه الصورة.

هل تعتقدون أن علي عبد الله صالح خسر التأييد الأمريكي له في حال بقي في منصبه فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية مثل القاعدة؟
 
علي عبد الله صالح كان حليفاً مهماً بالنسبة للأمريكيين، وحليفا مقربا في حربهم ضد القاعدة، فطبعاً عندما يقول إن أمريكا لم تعد معه، فإنه لن يتعاون معها في الحرب ضد الإرهاب.

ما هي إذن فرص الرئيس صالح في البقاء في الحكم؟ وما هي المؤسسات التي يعتمد عليها لحمايته من المعارضة؟

أولا الجيش يقف خلف الرئيس، وهناك الأجهزة الأمنية التي تقف خلف النظام في اليمن، لكن بالرغم من ذلك فإن المعارضة الآن أقوى من ذي قبل، مما يجعله حاليا في مأزق.
 
وكيف ترتبط التركيبة القبلية في اليمن بمؤسسة الرئاسة؟ هل ترون أن قبضة علي عبد الله صالح على القبائل بدأت بالتراخي؟

طبعاً هناك قبائل لا تزال تدعم الرئيس، والقبائل متعددة في اليمن. هناك قبائل لا تقف خلفه، لكن قبيلة سنحان التي ينتمي إليها صالح تقف خلفه. وسيكون الأمر خطيراً إذا ما وقفت القبائل اليمنية، خصوصاً في شمال البلاد، ضده، وهذا سيطرح مشكلة أمامه.
 
ما هو الدور الذي تلعبه هذه القبائل في التحركات بين الرئيس اليمني والمعارضة؟

القبائل قوية جداً في اليمن ومهمة للغاية، ولذلك تحاول المعارضة استمالة أكبر عدد منها، والرئيس يحاول ذلك أيضاً. بمعنى أن الصورة منقسمة. لذلك أرى بأن القبائل تلعب دوراً مهماً في هذه المعادلة.
 
ما هي فرص تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في إطار التطورات في اليمن؟ هل يمكن للتنظيم استغلال الفوضى الناجمة عن إطاحة محتملة بنظام علي عبد الله صالح لتعزيز وضعه في اليمن؟

القاعدة تستفيد طبعاً من الفوضى في اليمن. والغرب يتخوف كثيراً من هذه المشكلة ومن انعدام الأمن والنظام. لذلك يمكن للقاعدة أن تستغل هذه الظروف، وإذا أصبح الوضع أسوأ من السابق، فأعتقد أن القاعدة ستحاول أن تستغل هذه الفرصة خاصة وأن المجال مفتوح أمامها.
 
*ألبريشت ميتسغر صحفي ألماني متخصص في شؤون الشرق الأوسط والحركات الأصولية، يقيم في مدينة هامبورغ .

زر الذهاب إلى الأعلى